كتاب غمز عيون البصائر شرح كتاب الأشباه والنظائر PDF يقول مصنِّفه “أحمد بن محمد مكي الحموي” في مقدمته: “إن كتاب الأشباه والنظائر لأفضل المتأخرين مولانا زين الدين بن نجيم الحنفي كتاب لم تكتحل عين الزمان له بثانٍ، ولم يوجد في كتب الحنفية ما له يوازي أو يداني، فهو مع صغر حجمه ووجازة نظمه بحر محيط بدرر الحقائق، وكنز أودع فيه نقود الدقائق. قد طار صيته في الأمصار، وظهر ظهور الشمس في رابعة النهار، غير أنه لِما اشتمل عليه من الإيجاز، التحقت مسائله بالألغاز، فلذا لم يبرز إلى الآن بعض مقاصده، ولم ينحل نبذ من معاقده، وكثيرًا ما يطلق في محل التقييد، وهذا في التصنيف غير سديد، وكثيرًا ما يحمل في محل التفصيل، وهذا غير لائق بأولي التحصيل، وربما كبني جواد قلمه في مضمار البيان، والإنسان غير معصوم من الخطأ والنسيان، فطالما حداني ذلك أن أقيد مطلقائه، وأضبط مرسلاته، وأفضل مجملاته، وأصحح معتلاته، إلا ما أراد الله تعالى ستره عن نظري فلم يتعلق به فكري، هداني الله تعالى لذلك، ويسر لي سلوك تلك المسالك، وأباح لي حواشيًا لبعض الفضلاء كتبت في الهوامش من الأطراف، نفيسة كالدرر في الأصداف، غير ما كتبت عليه تصنيفًا، وترصيفًا، فيا لها من حواشٍ فيها العيون تحار، وهوامش مثل خد فيها السطور عذار، تشتمل على تحرير ما فيه، لكنها لم تحط بقوادمه وخوافيه، وقد نبهت على أكثر مما نبهوا عليه، وأومأوا بالإشارة إليه، على أني فيه لا أدعي الإحاطة بجميع ما فيه، بل ذكرت ما علمت أن لفهمي إليه سبيلًا، وقد قال الله تعالى: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا}، فما كان منه صوابًا فلله الحمد على ذلك، وما كان منه غير صواب فأعوذ بالله مما هنالك..”.