كتاب الغاية والنهاية (كتاب أدب النساء) لعبد الملك بن حبيب PDF صنَّف “عبد الملك بن حبيب” مادة الكتاب تصنيفًا تغلب عليه النزعة التأديبية القائمة في منهجها التربوي على الازدواج والتقابل، أي على مقابلة الحُسن بالقُبح والصلاح بالسُّوء. فإذا خصَّ “ابن حبيب” الباب الأول للحديث عما جاء في فضل المرأة الصالحة، ركز الثاني على إيراد ما جاء في المرأة السوء. وإذا ما طرق الباب الرابع ما جاء في فضل الأبكار على غيرهن، عقبه الخامس بالخوض في ما جاء في كراهية العاقر العجوز. وإذا ما تطرق باب إلى ما يجوز للرجال من ضرب نسائهم، أتى ما بعده خائضًا في ما يُؤمَر به هذا الرجل من الرفق بالنساء والصبر عليهن. وإذا خُصّ باب لما جاء في الغَيْرة للرجال، تبعه آخر لِما جاء في الغيرة للنساء. بل إن هذه المقابلة لتجد لها مكانًا داخل الباب الواحد، وهو مقابلة لها -بالإضافة إلى مقصدها التربوي- هدف تثقيفي أخلاقي عام قائم على نوع من التكافؤ والتعادل بين الزوجين. وهذا بَيِّن في باب ما ينبغي للرجل أن يفعله مع امرأته والمرأة مع زوجها ليلة البناء، ثم في باب جامع في ذكر حقوق النساء على الرجال وحقوق الرجال على النساء. وإذا انتقلنا من طريقة تصنيف المادة إلى صيغة التعبير عنها صادفتنا النزعة التأديبية ذاتها، وتتمثل هنا في ذلك الحرص على التكرار بل على التأكيد، فترى “ابن حبيب” في الفقرة الواحدة يُشفع الحديث النبوي بآخر في معناه -وإن اختلف عنه لفظه قليلًا أو كثيرًا-، أو بأثر لصحابي، أو بقول لإمام من أئمة الحديث والفقه، أو بتعليق له مناسب للمقام، وكل هذا لمزيد الإيضاح والبيان قصد الوصول إلى المزيد من التأكيد والإقناع والتأثير.