كتاب العوالي عن مالك بن أنس (عوالي مالك) PDF هي مجموعة أجزاء حديثية، تحمل كلها اسم “عوامي مالك”، توجد نسخ منها في مكتبة الأسد (الظاهرية سابقًا) بدمشق، يرويها على التوالي حسب الترتيب الزمني لرواتها: هشام بن عمار، وسليم الرازي، وأبي بكر أحمد بن تابث الخطيب، وأبي اليمن الكندي، وعمر بن الحاجب. العُلو يبعد الإنساد من الخلل، لأن كل رجل من رجاله يُحتَمل أن يقع الخلل من جهته سهوًا أو عمدًا. ففي قلتهم، قلة جهات الخلل. وفي كثرتهم، كثرة جهات الخلل. وهذا واضح. ثم إن العلو المطلوب في رواية الحديث، على أقسام خمسة: أولها: القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد نظيف غير ضعيف، وذلك من أجلّ أنواع العلو. الثاني: وهو الذي ذكره “الحاكم أبو عبد الله الحافظ”: “القرب من إمام من أئمة الحديث، وإن كثر العدد من ذلك الإمام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”. فإذا وُجد ذلك في إسناد، وُصف بالعلو نظرًا إلى قربه من ذلك الإمام، وإن لم يكن عاليًا بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكلام “الحاكم” يوهم أن القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعد من العلو المطلوب أصلًا، وهذا غلط من قائله لأن القرب منه صلى الله عليه وسلم بإسناد نظيف غير ضعيف أولى بذلك، ولا ينازع في هذا مَن له مسكة من معرفة. الثالث: العلو بالنسبة إلى رواية “الصحيحين” أو أحدهما أو غيرهما من الكتب المعروفة المعتمدة، وذلك ما اشتُهر آخرًا من الموافقات والأبدال والمساواة والمصاحفة. وقد كثر اعتناء المحدثين المتأخرين بهذا النوع. الرابع: العلو المستفاد من تقدم وفاة الراوي، مثاله ما أرويه عن شيخ أخبرني به عن واحد عن “البيهقي الحافظ” عن “الحاكم أبي عبد الله الحافظ”، أعلى من روايتي لذلك عن شيخ أخبرني به واحد عن “أبي بكر بن خلف” عن “الحاكم”، وإن تساوى الإسنادان في العدد، لتقدم وفاة “البيهقي” على وفاة “ابن خلف”، لأن “البيهقي” مات سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، ومات “ابن خلف” سنة سبع وثمانين وأربعمائة. الخامس: العلو المستفاد من تقدم السماع، أنبئنا عن “محمد بن ناصر الحافظ” عن “محمد بن طاهر الحافظ”، قال: “من العلو تقدم السماع”. والكتاب يقع تحت النوع الثاني من هذه الأنواع.