كتاب العلم لأبي خيثمة زهير بن حرب PDF يعد من كتب الأجزاء، ولقد كانت العادة الجارية في ذاك العصر في عمل المصنفات: إما التوسيع، أو التحديد والتضييق، فما كان على هيئة الجمع العام لمسائل متعددة ككتب السنن، والمسانيد، والمصنفات، والتفاسير، والسير، والتواريخ، والتراجم.. ونحو هذا: أُتخذ له مسمى يخص الفن الذي يعتني به. وربما احتاج أحدهم إلى تخصيص مسألة ما بالكلام عليها فيجمع كل ما طالته يده وبلغه علمه فيها، ولما كان الموضوع هنا يعد كجزء مقتطع من فن معين، كانت التسمية الدارجة حينها هو تصنيفها ضمن مسمى: كتب الأجزاء. ومن كتب الأجزاء المسندة التي اعتنى بها السلف: موضوع العلم، وقد صنف فيه غير واحد فعمم موضوعه منهم: أبو خيثمة زهير بن حرب، مصنف كتابنا هذا، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي عاصم، وغيرهم. يحتوي كتاب العلم لأبي خيثمة على ثلاثة وستين ومائة أثرًا مسندًا، ونعني بالمسند: المعنى اللغوي منه، لا الاصطلاحي الخاص بكتب المصطلح والذي يدخل تحته شرط الاتصال والرفع. والمرفوع فيه قليل بالنسبة إلى الموقوف والمقطوع. ويغلب على أسانيد الكتاب الصحة لعلو إسناده وشهرة رجالة، وربما كان الانقطاع أو شبهه واقع بين راوي الخبر ومَن ينقل عنه مع صحة السند إلى الراوي.