قراءة وتحميل كتاب السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير PDF
كتاب السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير PDF يقول مصنِّفه الخطيب الشربيني في مقدمته: “إن الله جلّ ذكره أرسل رسوله بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين بشيرًا للمؤمنين ونذيرًا للمخالفين، أكمل به تبيان النبوّة وختم به ديوان الرسالة، وأنزل عليه بفضله كتابًا ساطعًا تبيانه، قاطعًا برهانه، ناطقًا ببينات وحجج، قرآنًا عربيًّا غير ذي عوج، مفتاحًا للمنافع الدينية والدنيوية، مصداقًا لما بين يديه من الكتب السماوية، حسناته ظاهرة باهرة في وجه كل زمان، دائرًا من بين سائر الكتب على كل لسان في كل مكان، أعجز الخليقة عن معارضته وعن الإتيان بسورة من مثله في مقابلته، ثم سهّل علة الخلق مع إعجازه تلاوته، ويسّر على الألسن قراءته، أمر فيه وزجر وبشّر وأنذر فهو كلام معجز في رقائق منطوقة ودقائق مفهومة، لا نهاية لأسرار علومه. وقد ألّف أئمة السلف كتبًا في معرفة أحكامه ونزوله كل على قدر فهمه، ومبلغ عمله، فشكر الله تعالى سعيهم ورحم كافتهم، ثم خطر لي أن أقتفي أثرهم وأسلك طريقتهم، لعل الله أن يرزقني من مددهم ويعود عليّ من بركتهم، فتردّدت في ذلك مدّة من الزمان خوفًا من الدخول في هذا الشأن.. إلى أن يسر الله تعالى لي زيارة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيِّين والآل والصحب أجمعين في أوّل عام تسعمائة واحد وستين، فاستخرت الله تعالى في حضرته بعد أن صليت ركعتين في روضته وسألته أن ييسر لي أمري فشرح الله سبحانه وتعالى لذلك صدري فلما رجعت من سفري واستمرّ ذلك الانشراح معي، وكتمت ذلك في سرّي، حتى قال لي شخص من أصحابي: “رأيت في منامي إما النبيّ صلى الله عليه وسلم أو الشافعيّ يقول لي: قل لفلان يعمل تفسيرًا على القرآن..”. ثم سألني بعد ذلك جماعة من أصحابي المخلصين وعلى اقتباس العلم مقبلين بعد أن رأوني فرغت من شرح (منهاج الطالبين) أن أجعل لهم تفسيرًا وسطًا بين الطويل الممل والقصير المخل، فأجبتهم إلى ذلك.. مقتديًا بالماضين من السلف في تدوين العلم، مبقيًا على الخلف، وليس على ما فعلوه مزيد، ولكن لا بدّ في كل زمان من تجديد ما طال به العهد وقصر للطالبين فيه الجدّ والجهد، تنبيهًا للمتوقفين، وتحريضًا للمتثبطين، وليكون ذلك عونًا لي وللقاصرين مثلي، مقتصرًا فيه على أرجح الأقوال وإعراب ما يحتاج إليه عند السؤال، وترك التطويل بذكر أقوال غير مرضية وأعاريب محلها كتب العربية، وحيث ذكرت فيه شيئًا من القراءات فهو من السبع المشهورات، وقد أذكر بعض أقوال وأعاريب لقوّة مداركها أو لورودها ولكن بصيغة “قيل” ليعلم أن المرضى أوّلها، وسميته: (السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير)، وأسأله من فضله وإحسانه أن يجعله عملًا مقرونًا بالإخلاص والقبول والإقبال، وفعلًا متقبلًا مرضيًّا زكيًّا يعدّ من صالح الأعمال، وقد تلقّيت التفسير بحمد الله من تفاسير متعدّدة رواية ودراية عن أئمة ظهرت وبهرت مفاخرهم، واشتهرت وانتشرت مآثرهم، جمعني الله وإياهم والمسلمين في مستقر رحمته بمحمد وآله وصحابته. وها أنا الآن أشرع وبحسن توفيقه أقول وهو الموفق لكل خير ومعطي كل مسؤول..”.
التعليقات
لا توجد تعليقات.