قراءة وتحميل كتاب التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار القضاعي البلنسي PDF
قراءة وتحميل كتاب التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار القضاعي البلنسي PDF يقول مصنِّفه “ابن الأبار القضاعي البلنسي” في مقدمته: “هَذَا كتاب التكملة لكتاب الصِّلَة الَّذِي ألف أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال، فوصل الْمُنْفَصِل، وطبق فِي مُعَارضَة أبي الْوَلِيد بن الفرضي الْمُفصل، وَجَاء بحسنة أثمرت لَهُ الْحسنى، وجاد على عفاة الْعلم بصلَة مَا أَسْنَى، لَا جرم أَنه أعَاد بهَا من كَانَ فانيًا، وأعار الأندلس وَأَهْلهَا عمرا ثَانِيًا، كافأ الله صَالح اعْتِمَاده واعتماله، وشكر لَهُ وَاضح احتفائه واحتفاله، من رجُل ورد النمير الْمعِين، وَوجد الظهير والمعين، فَقل فِي رِوَايَة منح الرّيّ، وَنَازع فرى كَيفَ شَاءَ الفَرِيّ، وَاتفقَ أَن خلد حَتَّى هيل على أترابه التُّرَاب، وخبأتهم فِي حقائبها الأحقاب، فانتظمهم حسابه، وشملهم كِتَابه، وَلَو أَن هَؤُلَاءِ الَّذين جرفهم سيله، وصرفهم إِلَى حجره ذيله، سمح بهم غناهُ، وسنح لَهُ ضد مأتاه، لتَلَّ أسماهم فِي يَد من تلاه، وأمد بهَا من رام أَن يلْحق مداه، وَلَكِن أَبى إِلَّا أَن يوعب ليتعب من بعده، وينجز فِي الاستغراف والاستلحاق وعده. وعَلى ذَلِك، فَإِنَّهُ أغفل، مَعَ أَنه احتفل وأسأر، مَعَ أَنه أَكثر، إِذْ الْإِحَاطَة لله وَحده. وَأَنا وَإِن كنت مَا ظَفرت بِغَيْر سُؤال، وَلَا عجت إلا على طلل بَال، إِلَى تشعب حَال وتقلب بَال، فقد وفيت مَا اقْتَضَاهُ الْوَفَاء، وَعند الله فِي ذَلِك الْجَزَاء، حَتَّى تيَسّر مَعَ الْإِجْمَال فِي الطّلب، وَالِاحْتِمَال للنصب، المريح، إِن شَاءَ الله فِي المنقلب، مَا بلغ مِنْهُ المُرَاد، وأنجح فِيهِ الإصدار والإيراد، على تفَاوت أمرينا من قَرَار واضطراب، وتباين حالينا من إنفاض وإتراب. وَكَانَ انبعاثي لهَذَا التَّقْيِيد الملتمس من الله فِيهِ حسن العون والتأييد، أول شهر الله الْمحرم مفتتح سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، امتعاضًا للجزيرة، وارتماضًا من كوائنها المبيرة: ليعلم أَنَّهَا مَا أفلت أهلتها، وَإِن أعضلت علتها، وَبَطلَت على الْبُرْء أدلتها، وَلَا هوت نجومها، وَإِن أقوت رسومها، وألوت بدولة عربها رومها. هَذَا وجنابها مضاع، وخلافها إِجْمَاع، فَلم يبْق فِيهَا إِلَّا حبابة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء، وَمَا بَقَاء اليفن شخص فِيهِ برِيد الفناء، وَمَعَ غربَة الْإِسْلَام فِيهَا، وَعجز قَومهَا عَن تلافيها، فالعلوم بهَا مَا صرمت علقها، وَلَا عدمت بِالْجُمْلَةِ حلقها، ومصداق ذَلِك وصل إحسانهم وَالْحَبل مبتور، ونظم جمانهم والشمل منثور، إِلَى أَن ذهب السكن والمسكون، وَكَانَ من أَمر الله مَا علم أَن سَيكون، وَفِي وقتنا هَذَا -وَهُوَ آخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين- وبلاد العدوة بجالية الأندلس غاصة، وازدياد الوحشة لَا تنفرد بِهِ دون عَامَّة خَاصَّة، لَا سِيمَا وَقد ختمت بالمصيبة الْكُبْرَى فِي إشبيلية مصائبها، ودهمت بالجلاء الْمَكْتُوب والرجاء المكذوب عصائبها، كثرت مشافهة الإخوان بِمَا فِي تزجية الأوان، وترجية مَا لَا يبدع بِي من الأكوان، وَجعلُوا يخصون باللوم تلومي فِي هَذِه الفترة، ويحضون على إتْمَام المرام قبل قواطع الكبرة، إِلَى غَيرهَا من مَحْذُور، لَيْسَ هجومه بمحظور، وَلَا وُقُوعه غير مَنْظُور، وَأَنا أتعلل بِمَا عاينوا من خطوب عانيتها، وأتسلل فِرَارًا من خطة لَيْتَني مَا تعاطيتها، وهم يبرؤون من قبُول معذرة، ويربؤون بميسرتي عَن نظرة، وَرُبمَا لجوا فِي تهوين الْمَانِع من إِظْهَاره، وَاحْتَجُّوا بالمخاطب من الْقَاهِرَة فِيهِ على اشتهاره. فاستخرت الله تَعَالَى فِي الْإِسْعَاف والإسعاد، واستجرت بِهِ نعم المجير فِي المبدأ والمعاد، وَعَلَيْهَا من عَزمَة مَاضية، سوفت متقاضية، وتخوفت اللائمة فِي رضَا مَا لَيْسَ راضية، فَلَمَّا أَن استوفى عشْرين حولًا بل زَاد، وَاسْتولى على الأمد الَّذِي من تأنى فِيهِ أصَاب أَو كَاد، أبرزته بعد طول الْحجاب، وأبرأته وَنَفْسِي من دَعْوَى الْإِعْجَاب، محرجًا فِي إصْلَاح الْخلَل، ومستدرجًا إِلَى اغتفار الزلل، فالنسيان مُوكل بالإنسان، والسهو لَا تدخل الْبَرَاءَة مِنْهُ تَحت الضَّمَان، وَيعلم الله أَنِّي وهبت الْكرَى للسهاد، وَذَهَبت أبعد مَذْهَب فِي الِاجْتِهَاد، وعنيت بِهَذَا التصنيف أتم عناية، وَبَلغت بِهِ من التَّصْحِيح أقْصَى نِهَايَة، وَمَا زلت أسمو إِلَيْهِ حَالًا على حَال، وأعكف عَلَيْهِ بَين حل وارتحال، إِلَى أَن بهر فجره وضاحًا، وزخر وشله نَهرًا طفاحًا. وَلم أقتصر بِهِ على الِابْتِدَاء من حَيْثُ انْتهى ابْن بشكوال، بل تجاوزته وَابْن الفرضي، أتولى التَّقَصِّي، وأتوخى الْإِكْمَال، وَرُبمَا أعدت من تحيَّفا ذكره، وَلم يتعرفا أمره، وَإِن خالفتهما فِي نسق الْحُرُوف، فجريًا على النهج الْمَعْرُوف، وأفردت لكافة الأدباء كتابًا يلْحق بِهَذَا فِي الِاكْتِفَاء، إِلَّا بَعْضًا مِمَّن دون كَلَامه أَو عرف بمجالس الْعلم إلمامه، وعَلى مشارع الْخَيْر حيامه. وَالَّذين استضأت بشعاعهم واستمليت من أوضاعهم، أتيت بِالْأَسَانِيدِ إِلَيْهِم بدءًا، وَرَأَيْت أَن أَضَع من عناء تكرارها عَبَئًا. وَكثير مِمَّن أَفَادَ الْقَلِيل قد أحذفهم لِئَلَّا أطيل..”.
التعليقات
لا توجد تعليقات.