قراءة وتحميل كتاب التخمير (شرح المفصل في صنعة الإعراب) PDF
كتاب التخمير (شرح المفصل في صنعة الإعراب) PDF يقول مصنِّفه “صدر الأفاضل القاسم بن الحسين الخوارزمي” في مقدمته: “إنَّ مَن زَاوَلَ العَرَبيَّةَ عَصرًا بَعدَ عَصرٍ، وَلَهُ ذِهنٌ صافٍ، وَذَوقٌ مُعتَدِلٌ، لاحَ لَهُ أنَّ مَصدَرَهَا ما كانَ عَن واحِدٍ، بَل عن ثُباتٍ شَتَّى، وأنَّهُم ما كانوا إلَّا أولِياءً بَل أنبِياءً، وأنَّ إبداعَهُم لَم يَقَع إلَّا في أزمِنَةٍ مُتَنازِحَةِ الأَطرافِ، إذ ما مِن وَضعٍ مِن أوضاعِها -وَإن قَلَّ- إلّا وَلَهُ عِلُّةٌ أَمتَنُ مِن الحَبلِ، وَأَضوَأْ مِن الشَّمسِ، وَمَباحِثُ كُلِّ شُعبَةٍ مِنها عِدادُ الأَقطارِ، لا يَستوعِبُها امتِدَادُ الأعمارِ. إنَّ آثارَنا تَدُلُّ عَلَينا وأمَّا ما تَلوكُ بِها أَلسِنَةُ النُّحاةِ مِن التَّزاييفِ المَضروبِ بعضُها لِلمَثَلِ، “فَما لِلضَّب وَالماءِ وَالحوتِ وَالرمَّضاءِ”؟ لِلنَّحو نُكَتٌ وَفِقَرٌ لَمَحَها أولئك الصَّاغَةُ في تَراكِيبِهِم، لا تَرفعُ وَإن زَال كُلُّ مُستَوٍ عَن الاستِواءِ، وَلا تَنتَقِضُ وَإن انتقَضَت قَواعدُ الأرضِ وَالسَّماء. “إذا ما طَريدُ العُصم وافى حَضِيضَهُ .. تَبَوَّأَ فِيهِ واثِقًا بِاعتِصامِهِ” لَكِنَ “كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ”. هَذا وَإنَّ “المُفَصَّلَ” لِشيخِنا جارِ الله العَلّامَةِ أبي القاسِم مَحمودِ بن عُمَرَ الزَّمَخْشريِّ رَحِمَه اللهُ كِتابٌ جامِعٌ، فيهِ مِن كُلِّ فَنٍّ إعرابِيّ فصلٌ مَحصولُه مَعنىً لَطيفٌ، ولَفظٌ جَزلٌ، ولَعَمري إنُّهُ بِاكتِنازِه وَاختِصارِه، خَيرٌ مِن “الكِتابِ” مَعَ سَعَتِهِ وَانتِشارِه. “سَهمُ الفَتى أَمضى مَدىً مِن سَيفِهِ .. وَالرّمحِ يَومَ طِعانِهِ وَضِرابِهِ”. وإنّي بعدَ ما حَصَّلتُ رِوايَتهُ قِراءةً، حَلَّقتُ عليه قَريبًا مِن ثَلاثينَ سَنَةً. وعن أبي عثمان المازني رحمه الله: “أنه تخرَّق في كُمِّه كتاب سيبويه رحمه الله عشرين مرَّة. حَتّى إذا خَمَّرتُ جُمَلَهُ وَتَفاصيلَه تَخميرًا، وأصبحتُ عَلى دَقيق ألفاظِه وَجَليلِ معانيهِ أميرًا، فَأَصحَبَ لي أَبيُّهُ وانقاد، وَمَلَّ قَلبي ممارستَه أو كادَ، شَرَحتُه شرحًا آتِيًا عَلى جَميعِ ما أشكِلَ فيهِ مِن لَفظٍ وَمَعنى، وَمَنثورٍ وَمَنظُومٍ، وَاللهُ فيما أملَيتُهُ الهادي، وَلَهُ المِنَنُ العوائِدُ بَعدَ البَوادي”.
التعليقات
لا توجد تعليقات.