قراءة وتحميل كتاب إيجاز التعريف في علم التصريف لابن مالك PDF
كتاب إيجاز التعريف في علم التصريف لابن مالك PDF يقول مصنِّفه “ابن مالك” في مقدمته: “إنَّ التَّصريف علمٌ تتشوَّفُ إليه الهِمَم العليِّة، ويتوقَّف عليه وضوح الحِكَم العربية، ويفتح من أبواب النَّحو ما كان مُقْفَلًا، ويُفَصِّل مِنْ أصوله ما كان مُجْمَلًا، وقد مُكِّنْتُ فيه بتوفيقٍ إلهيٍّ، وسعدٍ ناصريٍّ من انقياد الشوارد، وازدياد الفوائد، وتحصيل القواعد، وتفصيل المقاصد، بعبارةٍ تُسْتَعْذَب وإشارة لا تُسْتَصْعَب، فألَّفْتُ ذلك في مجموع سَمَّيْتُهُ: إيجاز التعريف في علم التَّصريف. والباعث على ثني عنان العناية إليه، وشحذ سنان العزم عليه؛ التشرُّف بخدمة مولانا السلطان: الملك الناصر صلاح الدين أعزَّ الله ببقائه الدين والعباد، وأدام مزيد ارتقائه ما استمرَّت الآباد، فلقد اختصَّ من السجايا الكريمة بأجملها، ومن المزايا العميمة بأكملها؛ فلذلك لم يشغله تدبير مملكته الواسعة، وأقطارها الشاسعة، عن الإعياء في الفضائل، والإرباء على الأوائل، حتى استقَلَّ الفضلاءُ حَاصِلَهم فيما لديه، واضمحلَّ طائلهُم إذا نظروا إليه، فأعداؤه من سَطْوَتِهِ وَجِلُون، وأولياؤه عند رؤيَته خَجِلُون، علمًا بأنَّ الأزمنة تضيق عن حصر معاليه، والألسنة لا تطيق شكر أياديه، لكن المحبة إلى إنفاذ الوسع داعية، والنفوس بحسب الإمكان في مراضيه ساعية؛ فلهذا سَهُلَ إقدامي على ما أنا فيه وإن فقت الدَّارين كحامل المسك إلى دارين. وفي تقبُّل الله تعالى تقرب أوليائه بأعمال هي من جملة آلائه، تمهيد المعذرة للأنفس الحذرة، والله تعالى سعف بحصول المنويّ وقبول المحفوظ والمروي بِمَنِّه ويُمْنِه”.
التعليقات
لا توجد تعليقات.