قراءة وتحميل شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري لعبد الله بن محمد الغنيمان PDF
شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري لعبد الله بن محمد الغنيمان PDF يقول مصنِّفه عبد الله بن محمد الغنيمان في مقدمته: “الإمام البخاري: هو أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه. قال النووي: “اتفق العلماء على أنه وُلد بعد صلاة الجمعة، لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال، سنة أربع وتسعين ومائة، وتُوفي ليلة السبت، عند صلاة العشاء ليلة الفطر، سنة ست وخمسين ومائتين، ودُفن يوم الفطر بعد الظهر”. طلب العلم من صغره، وتبينت نجابته، وذكاؤه، وفطنته، وحفظه، ونبله من صغره، وقد طوف البلاد مرارًا لطلب الحديث، وأخباره مشهورة، واتفق العلماء على جلالته، وإمامته في الحديث، وفقهه، وتميز بذلك عن غيره، وقد كُتب في ترجمته كثيرًا، في كتب الرجال، والشروح، وأُفرد لذكر فضائله وشمائله كتب خاصة، فلا نطيل في ذلك. وأما كتابه “الجامع الصحيح” فقال النووي رحمه الله: “اتفق العلماء على أن أصح الكتب المصنفة: صحيحًا البخاري ومسلم، واتفق الجمهور على أن “صحيح البخاري” أصحهما صحيحًا، وأكثرهم فوائد”. قلتُ: هو كتاب عظيم ونافع جدًّا لمن قرأه، وتدبره، وقد أودعه من التراجم التي تعين على الفهم الشيء الكثير، وهي تدل على عظيم فقهه في الحديث، ودقة استنباطه، وقد بلغت ثلاثة آلاف وثمانمائة واثنتين وثمانين ترجمة، وتزيد على ذلك في بعض النسخ. هذا، وقد اعتنى به العلماء عناية فائقة، قراءة، وحفظًا، وتدريسًا، وشرحًا. فحظي بشروح كثيرة جدًّا، فذُكر في “كشف الظنون” ما يقرب من ثمانين شرحًا للبخاري، وله أكثر من ذلك بكثير. ومع هذا، فإن كتاب التوحيد منه بحاجة إلى شرح يبين مقاصد البخاري رحمه الله تعالى ووجه الرد منه على أهل البدع، لأن غالب من قام بشرحه، على المذهب الأشعري، ولا سيما الشروح المتداولة اليوم، ولهذا تجد أحدهم يوجه الكلام من النصوص، ليتفق مع ما يعتقده، ولو بالتعسف. وكثير من الصفات التي يثبتها البخاري، مستدلًا عليها بنص من كتاب الله، أو عن رسوله، يحاولون ردها، إما بالتحريف الذي يسمونه تأويلًا، أو بدعوى الإجماع على خلافها، كما ذكر الحافظ رحمه الله تعالى عن ابن بطال، في قوله صلى الله عليه وسلم: “لا شخص أغير من الله..”، قال: “أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يجوز أن يُوصَف بأنه شخص”. وذُكر عن الخطابي: أنه رد وصف الرب تبارك وتعالى بالأصابع، كما في حديث عبد الله بن مسعود في ذكر الحَبْر الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسب ذلك إلى تخليط اليهود، وتشبيههم.. وأمثال ذلك كثير، مما هو خلاف ما أراد إثباته مؤلف الكتاب. ولذلك أرى من الواجب أن يتولى شرح هذا الكتاب العظيم، الذي ألفه ذلك الرجل السلفي الفاهم للحق تمام الفهم، مَن هو على نهج المؤلف في العقيدة، ويفهم مقصده، وماذا يريد من إيراده للنصوص. ولما أعوزني وجود شرح على هذا الوصف، ولم يسعفني من طلبت منه القيام بذلك من مشائخنا، تطفلت على كتب العلماء، وقمت بجمع ما أراه مناسبًا لشرح ما أورده البخاري رحمه الله تعالى، وأرجو من الله الإمداد بالعون والسداد، فإنه لا يخيب سائله، ولا يحرم آمله، ولست أزعم أنني أفهم من كتاب البخاري رحمه الله ما لا يفهمه شارحوه، أمثال ابن حجر والعيني والخطابي وابن بطال والقسطلاني وغيرهم، ولكن لكل منهم نهجه الخاص، وعقيدته التي تملي عليه مسلكًا معينًا. وطريقتي فيه أني: 1- أذكر نص الحديث بسنده، ثم أتبعه بترجمة لراويه من الصحابة موجزة جدًّا. 2- أحاول بيان مراد البخاري رحمه الله من إيراده النص، وبيان وجه استدلاله بذلك، حسب المستطاع. 3- أعزو الكلام إلى قائله، مبينًا مكانه من المصدر، بالجزء والصفحة، وأذكر رقم الآية واسم السورة، ومكان الحديث في المصدر، وأما “صحيح البخاري” فغالبًا أعزو ما فيه إلى “الفتح”. 4- لا أتطرق إلى الكلام على رجال السند، إذ هو أمر مفروغ منه، فكل ما في البخاري ثابت، عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد تلقته الأمة بالقبول، فلا يطعن فيه إلا من كان له غرض، أو في قلبه مرض، خلا بعض المعلقات، وقد تولى الحافظ رحمه الله وصل أسانيده، والإجابة عما قيل فيها في كتابه: “تغليق التعليق”. 5- أحاول جهدي بيان مذهب السلف، في أسامي الله تعالى، وأوصافه، ومدى تمسكهم بالكتاب والسنة، مستعينًا على ذلك بنقل ما تيسر لي من كلامهم على سبيل الإيجاز. 6- أحاول رد القول الباطل، أو الضعيف، الذي لا تؤيده النصوص، إذ إن مبنى أوصاف الله تعالى على ثبوت النص في ذلك، ولا دخل لقياس وعقل في ذلك، وكل ذلك حسب المستطاع..”.
التعليقات
لا توجد تعليقات.