جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم لحفص بن عمر الدوري PDF من أقدم كتب القراءات التي بين أيدينا مطبوعًا ومخطوطًا، وهو من نوادر الكتب التي تُروَى بالإسناد من طرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم على نهج الرواة المحدثين، ولهذا الجزء قيمة علمية من عدة نواحي: أولًا: شهرة مصنف هذا الكتاب فقد ذاع صيته في الآفاق وكثر قصاده إلى العراق. ثانيًا: إن هذا الكتاب هو المؤلَّف الوحيد المتبقي من تراث "حفص بن عمر الدوري" فقد ألف عدة مصنفات ولم يبقَ منها سوى هذا الجزء الذي يعدّ معلمًا من معالم هذا المصنِّف بما فيه من كبار الشيوخ وغزارة الأسانيد وضبط المتون. ثالثًا: تداوُل العلماء لهذا الكتاب، فقد حصل على إجازة روايته جَمْع من القراء والعلماء وغيرهم. كما ورد في السماعات، وكما تداوله أيضًا بعد الأئمة المحدثين وأفادوا منه. رابعًا: دقة المصنف في رواياته من حيث الأداء والضبط. خامسًا: نسب كثير من المفسرين والقراء وغيرهم قراءات شاذة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى بعض الصحابة والتابعين اعتمادًا على روايات رُويت بأسانيد ضعيفة ويتناقلها الناس عن أولئك المصنفين من القراء والمفسرين بدون ذكر الإسناد، وحينما نرجع إلى الأسانيد نجد أنها ضعيفة ولم يثبت عنهم تلك القراءات، ومن مظان هذه الأسانيد هذا الجزء، وبالرجوع إليه نجد أن كثيرًا من تلك القراءات المنسوبة لم تُثْبَت قط. سادسًا: حينما نقارن هذا الجزء مع الكتب التي بُوِّبَ فيها الحروف والقراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم، نجد أن هذا الجزء يفوقها عددًا وضبطًا. سابعًا: في هذا الجزء قراءات سبعية متواترة رُويت من طرق غير الطرق المشهروة التي قرأ بها أصحابها. ثامنًا: هذا الجزء هو الكتاب الوحيد المتبقي من المصنفات التي صُنفت بعنوان "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم" فقد صنف "ابن مجاهد" و"أبو نعيم الأصبهاني" مثل هذا لكنه في عداد المفقود.